بسم الله وبعد:
فقد ذكرت في مبحث:"قصة الخلق أولا فأولا" أن المرحلة الحادية عشر من الخلق هي مرحلة خلق الأرض وصفة ذلك وعددها، حيث خلق الله الكون من ماء فخرج منه بخار ودخان وغازات كثيفة فالتصقت وقد صارت رتقا أي كتلة واحدة عظيمة، ثم أيبسها الله ففتقها بانفجار كوني هائل، فانفصلت السماء عن الأرض، ثم انفصلت الأرض والسماء فكانتا سبعا سبعا كما في قوله تعالى: {أولم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي}، وقد قال عبد الله بن عباس رضي الله عنه:" كانتا ملتصقتين فرفع السماء ووضع الأرض"،
حيث ابتدأ الله بالأرض فمدها وفتقها في يوم الأحد والإثنين، ثم خلق السماوات يوم الثالث والرابع، ثم رجع إلى الأرض ففتقها وأنشأ فيها الجبال والأقوات حتى لا تميد وذلك يوم الخميس والجمعة .
وسأتكلم هنا على عدد الأرضين المفتقة، من الكتاب والسنة وكلام العلماء، مستفتحا ب:
الدليل الأول: وهو قوله تعالى:{اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا(12)} [الطلاق]،
والمعنى: أنه تبارك وتعالى خلقَ من الأرضِ مثل ما خلق من السماوات في العددِ، وهن سبع سماوات، والأرضين مثلهن سبع أرضين، وقد اختلف السلف في المراد من الأرضين السبع على أقوال:
القول الأول: أن الأرضينَ مطبقةٌ بعضُهنَّ فوقَ بعضٍ من غيرِ فتوقٍ ولا مسافات بينهن، وعليه فالأرض واحدةٌ عبارةٌ عن سبع طبقات متتابعة ملتصقة، - كما في علم الجيولوجيا -، لكن هل أثبتوا سبعا كاملةً ؟ فيه نظر، وممن قال بهذا القول الضحاك ، وتبعه عليه قوم آخرون، وكان من حجتهم أن قالوا بأن الله تعالى ذكر السماء بصيغة الجمع، وأما الأرض فبصيغة الواحد، وعليه فتكون المثلية في الإطباق والكروية ونحو ذلك، لا في جنس العدد، ويقرب من هذا:
القول الثاني: وهو أن المراد بها: قارات الأرض السبعة لأن الله تعالى أفرد لفظ الأرض ولم يفردها في السماء: فحَكَى الكلبيُّ ولم يصح عن أبي صالحٍ عن ابنِ عباسٍ رضيَ الله عنهُما أنها سبعُ أرضينَ متفرقةٌ بالبحارِ وتُظِلُّ الجميعَ السماءُ { يَتَنَزَّلُ الأمر بَيْنَهُنَّ } أي يَجْرِي أمرُه وقضاؤُه بينهنَّ وينفذُ ملكُهُ فيهنَّ"، لكنهم اختلفوا في كيفية تحديد هذه القارات السبع اختلافا كثيرا.
القول الثالث: وذهب جماهير السلف والخلف إلى أنهن سبع أرضين منفصلة بعضهن عن بعض، في كلّ أرض مخلوقاتٌ من خلق الله تعالى، فكما توجد سبع سماوات متطابقات متعاليات، فكذلك مثلهن سبع أرضين متطابقات متسافلات، بين كل أرض وأرض مسافات كبيرة جدا، ثم اختلفوا في تحديد تلك المسافات كما سيأتي:
وعليه فتكون المثلية هنا في العدد، كما قال الشيخ ابن عثيمين:" أي مثلهن في العدد لا في الصفة، لأن التماثل في الصفة بين الأرض والسماء بعيد جداً، لكن مثلهن في العدد، وصرحت بذلك السنة"، وقال القرطبي في المفهم ():"لأن الكيفية والصفة مختلفة بالمشاهدة والأخبار ، فتعيَّن العدد "،
وقال الإمام الطبري في تفسير الآية: "يقول: وخلق من الأرض مثلهنّ لما في كلّ واحدة منهنّ مثل ما في السموات من الخلق"، وقال ابن كثير في البداية (1/21):"والظاهر أن بين كل واحدة منهن وبين الأخرى مسافة لظاهر الآية "، وقال ابن كثير في التفسير:" من حمل ذلك على سبعة أقاليم فقد أبعد النَّجْعَة، وأغرق في النزع، وخالف القرآن والحديث بلا مستند، وقد تقدم في سورة الحديد عند قوله: { هُوَ الأوَّلُ والآخِرُ والظَّاهِرُ والْبَاطِنُ } [الآية : 3] ذكر الأرضين السبع، وبعد ما بينهن وكثافة كل واحدة منهن خمسمائة عام وهكذا قال ابن مسعود وغيره" ،
وقال ابن طاهر في البدء والتاريخ (2/41) والحموي في معجم البلدان ():" روي في بعض الأخبار أن بعضها فوق بعض غلظ كل أرض مسيرة خمس مائة عام وما بين أرض وأرض مسيرة خمس مائة عام وحتى عد بعضهم لكل أرض أهلاً على صفة وهيئة عجيبة وسمى كل أرض باسم خاص كما سما كل سماء باسم خاص وزعم بعضهم أن في الأرض الرابعة حيات أهل النار وفي الأرض السادسة حجار أهل النار "،
وقال الإمام القرطبي في الأحكام: هذا القول أصحُّ لأنَّ الأخبارَ دالةٌ عليهِ"،
وقال أبو السعود في إرشاد العقل السليم:" وذهب الجمهورُ على أنها سبعُ أرضينَ طباقاً بعضُها فوقَ بعضٍ بين كلِّ أرضٍ وأرضٍ مسافةٌ كما بينَ السماءِ والأرضِ وفي كلِّ أرضٍ سكانٌ من خلقِ الله تعالَى"، ومما يؤكد أن هذا العدد له مفهوم الحصر ما رواه ابن فضيل عن عاصم بن كليب عن أبيه عن ابن عباس قال: كنت عند عمر رضي الله عنه وعنده أصحابه فسألهم فقال: أرأيتم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلة القدر: " التمسوها في العشر الأواخر وترًا، أيُّ ليلة ترونها ؟ فقال بعضهم: ليلة إحدى وعشرين، وقال بعضهم: ليلة ثلاث، وقال بعضهم: ليلة خمس، وقال بعضهم: ليلة سبع، فقالوا: وأنا ساكت، فقال: ما لك لا تتكلم؟، فقلت: إنك أمرتني أن لا أتكلم حتى يتكلموا، فقال: ما أرسلت إليك إلا لتكلم، قال فقلت: إني سمعت الله يذكر السبع، فذكر: {سبع سموات ومن الأرض مثلهن}، وخلق الإنسان من سبع، ونبت الأرض سبع، .."،
وكان من حجج الجمهور ما يلي:
الأثر الأول: خرجه عبد الرزاق في التفسير عن معمر عن قتادة في قوله تعالى:{ خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن} قال:« في كل سماء، وفي كل أرض خلق من خلقه، وأمر من أمره وقضاء من قضائه تبارك وتعالى».
الدليل الثاني: قال البيهقي في الأسماء والصفات (2/370): أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أحمد بن يعقوب الثقفي ثنا عبيد بن غنام النخعي نا علي بن حكيم ثنا شريك عن عطاء بن السائب عن أبي الضحى عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: ( الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن) قال: سبع أرضين في كل أرض نبي كنبيكم، وآدم كآدم ، ونوح كنوح ، وإبراهيم كإبراهيم ، وعيسى كعيسى"، وقد قال الخلال في علله (125) أخبرني أحمد بن أصرم المزني أن أبا عبد الله سئل عن حديث شريك عن عطاء بن السائب عن أبي الضحى عن ابن عباس في قوله تعالى: {ومن الأرض مثلهن يتنزل الأمر بينهن}قال:"بينهن نبي كنبيكم، ونوح كنوحكم، وآدم كآدمكم"، قال أبو عبد الله: هذا رواه شعبة عن عمرو بن مرة عن أبي الضحى عن ابن عباس لا يذكر هذا، إنما يقول:"يتنزل العلم والأمر بينهن"، وعطاء بن السائب اختلط، وأنكر أبو عبد الله الحديث"، نعم أنكر أحمد طريق عطاء لاختلاطه، لكنه قد توبع، وأما قوله عن رواية شعبة بأنها بذلك اللفظ، فهذا فيما وقع لديه من طريق شعبة، وقد وقع لغيره متن حديث شعبة مثل متن حديث عطاءٍ سواءًا كما في:
الدليل الثالث: قال ابن جرير الطبري في تفسير الآية: حدثنا عمرو بن علي ومحمد بن المثنى قالا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن عمرو بن مُرَّة عن أبي الضُّحى عن ابن عباس في هذه الآية {اللهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الأرْضِ مِثْلَهُنّ } قال عمرو: قال:" في كل أرض مثل إبراهيم ونحو ما على الأرض من الخلق"، وقال ابن المثنى:" في كلّ سماء إبراهيم"، توبع محمد بن جعفر:
فخرج أبو عبد الله الحاكم في مستدركه (2/535) ومن طريقه البيهقيّ في الصفات (2/371) قال وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا عبد الرحمن بن الحسن القاضي ثنا إبراهيم بن الحسين ثنا آدم بن أبي إياس ثنا شعبة عن عمرو بن مرة عن أبي الضحى عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله عز وجل: (الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن) قال: في كل أرض نحو إبراهيم عليه السلام"، قال البيهقي:" إسناد هذا عن ابن عباس رضي الله عنهما صحيح ، وهو شاذ بمرة ، لا أعلم لأبي الضحى عليه متابعا والله أعلم"، لكن لا يضر هذا التفرد، لأن الحديث صحيح مسلسل بالأئمة الثقات الأثبات، كيف وللحديث متابعات كثيرة جدا تدفع هذه الدعوى،
ولئن كان البيهقي يقصد بالشذوذ مخالفة الثقة لمن هو أولى منه، فلا يوجد ههنا أحدٌ أبدا قد خالفه أحد هؤلاء الثقات، لا أبو الضحى ولا غيره، ولئن رده بسبب الغرابة والتفرد فليس هذا مما يرد به أهل السنة، لأنهم يقبلون أحديث الثقات الآحاد في العقيدة وفي غيرها، لذلك قال الحاكم عن الحديث الأول:" هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه ووافقه الذهبي"، وقال عن الثاني:" هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبي"، وقال ابن حجر في فتح الباري 293/6):" إسناده صحيح"، ومع ذلك فلم يتفرد به أبو الضحى على ثقته وجلالته، ولئن رده رادون بسبب شدة غرابته وعجيب أمره وأنه قد يكون من الإسرائيليات، فهذا يرده نسبةُ ابن عباس للكفرِ إلى كل من خالف هذا الحديث، ويستحيل أن ينسبَ صحابيٌّ شيئا إلى الكفر من عند نفسه، فضلا من أن يكون من عند اليهود كما في:
الدليل الرابع: قال ابن جرير الطبري في تفسير الآية: حدثنا عمرو بن علي حدثنا وَكِيع حدثنا الأعمش عن إبراهيم بن مُهَاجِر عن مجاهد عن ابن عباس في قوله:{ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الأرْضِ مِثْلَهُنَّ } قال:" لو حدثتكم بتفسيرها لكفرتم وكفركم تكذيبكم بها"، تابعه ابن نمير وغيره عن وكيع،
ورواه عن ابن حميد حدثنا يعقوب بن عبد الله بن سعد القُميّ الأشعري عن جعفر بن أبي المغيرة الخزاعي عن سعيد بن جبير قال: قال رجل لابن عباس { اللهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الأرْضِ مِثْلَهُنّ } الآية. فقال ابن عباس:" ما يؤمنك إن أخبرتك بها فتكفر"، وقد توبع عليه يعقوب القمي:
الدليل الخامس: قال أبو الشيخ في العظمة (2/644): حدثنا ابن الجارود حدثنا محمد بن عيسى الزجاج حدثنا عامر بن إبراهيم عن الخطاب بن جعفر بن أبي المغيرة عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن رجلا أتاه فسأله عن هذه الآية : ( الله الذي خلق سبع سموات ومن الأرض مثلهن يتنزل الأمر بينهن) ، يسأله ثلاث مرات ، فلم يرد عليه شيئا ، حتى إذا خف عنه الناس، قال له الرجل : ما يمنعك أن تجيبني ؟ قال: ما يؤمنك إن أخبرتك أن تكفر ؟ قال : أخبرني ، قال : « سماء تحت أرض ، وأرض فوق سماء ، مطويات بعضها فوق بعض ،يدور الأمر بينهن، كما يدور هذا الجردناب الذي يدور بالغزل عليه »، توبع عليه عامر بن إبراهيم أيضا:
فقال أبو الشيخ في طبقاته من ترجمة خطاب: ثنا محمد بن يحيى ثني عبد الله ثنا الحسين ثنا خطاب عن أبيه عن سعيد بن جبير قال : جاء رجل إلى ابن عباس ، فسأله عن قول الله : ( الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن ) ما هو ؟ فسكت عنه ابن عباس حتى إذا وقف الناس ، قال له الرجل : ما يمنعك أن تجيبني ؟ قال : « وما يؤمنك أن لو أخبرتك أن تكفر ؟ » قال : فأخبرني فأخبره قال « سماء تحت أرض، وأرض فوق سماء، مطويات بعضها فوق بعض، يدور الأمر بينهن، كما يدور بهذا الكردنا الذي عليه الغزل ».
ومعناه والله أعلم أن هذه التحتية نسبية فيما يبدو للناظر، لأن الأرض كروية، بحيث يبدو لكل أحدٍ أن كلّ من كان على سطح أرضٍ أيًّا كانت جهته، فإنه يظهر له أن ما والاه فهو الجهة العلوية، وما كان من الجهة المقابلة له من الأرض ولو السماء فهي تحته، هكذا يبدو له، وليس كذلك، وإنما هي فوقه أينما كانت، لأن الأرضين دائرية، ومن المعلوم أن مركز الدائرة في وسطها، وهي نقطة السفل التي لا تحت دونها، ومن هذا المركز يبدأ العلو إلى كل الجهات، ولذلك قال تعالى {أينما تولوا فثم وجه الله}، وهذا ما يُفسر قوله في الحديث الذي سيأتي بأن كل من يدلي بحبل طويل تحت الأرض فإنما يهبط على جهة الله تعالى، لأنه سيصل إلى جهة الأرض الأخرى ثم السماء وهكذا، وهذا مثلُ مثلّث برمودا الذي جاء الخبر بأنه لا يحمل الجواري، لأنه لا حدَّ لقعره، لأن عمقه ممتد من جهة برمودا الغربية عبر وسط الأرض لينتهي في الجهة الشرقية المقابلة له من الأرض وهي مثلث برموزا،
وقد توبع الخطاب على حديثه أيضا وهو صدوق:
الدليل السادس: خرجه ابن حزم في الفصل (2/80) من طريق عبد بن حميد ـ في مسنده ـ ثنا يحيى بن عبد الحميد عن يعقوب عن جعفر هو ابن أبي وحشية عن سعيد بن حبير قال جاء رجل إلى ابن عباس فقال أرأيت قول الله عز وجل: {سبع سموات ومن الأرض مثلهن} قال ابن عباس: هن ملتويات بعضهن على بعض"، وهذا حديث حسن في رجاله كلام لا يضر، وجعفر إن كان كما ذكر ابن حزم هو ابن أبي وحشية فهو ثقة، وإن كان ابن أبي يعقوب فصدوق فيه لين يسير، وللحديث متابعات أخرى،
الدليل السابع: خرجه الدارمي في رده ص 60 عن نضر أبي عمر الخزاز وهو ضعيف عن عكرمة عن ابن عباس قال: «سيد السموات السماء التي فيها العرش، وسيد الأرضين التي نحن عليها"،
الدليل الثامن: خرجه الطبري عن ليث عن مجاهد صاحب ابن عباس: هذه الأرض إلى تلك مثل الفسطاط ضربته في فلاة"، وللحديث شواهد كثيرة:
الدليل التاسع: قال سَعِيدٌ في تفسيره 898: نَا عَبِيدة بن حُميد الحَذَّاء نا عَمَّارٌ الدُّهْني عَنْ حَمَّادٍ الْمَدِينِيِّ عَنْ كُرَيْب قَالَ: دَعَانِي ابْنُ عَبَّاسٍ رَحِمَهُ اللَّهُ، فَقَالَ: اكْتُبْ: مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ إِلَى فُلَانٍ حَبْر تَيْماء، سَلَامٌ عَلَيْكَ...، ثُمَّ نَظَرَ فقال: {جنة عرضها السماوات والأرض} ، قال: سبع سماوات، وَسَبْعُ أَرَضِينَ يُلَفَّقْنَ كَمَا تُلَفَّقُ الثِّيَابُ بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ، فَقَالَ: هَذَا عَرْضُهَا، وَلَا يَصِفُ أَحَدٌ طولها".
ومما يشهد أيضا لوجود مخلوقات في كل الأرضين:
دليل عاشر: قال ابن أبي حاتم في التفسير حدثنا أبي حدثنا محمد بن أحمد بن الحجاج الرقي حدثنا محمد بن سلمة عن الواصل عن أبي الأزدي عن أبي الجوزاء الأزدي عن ابن عباس قال:"يطوي الله السموات السبع بما فيها من الخليقة، والأرضين السبع بما فيها من الخليقة، يطوي ذلك كله بيمينه، يكون ذلك كله في يده بمنزلة خردلة"، له شواهد :
الدليل الحادي عشر: فقال الطبري في تفسير الآية التالية: حدثنا الربيع ثنا ابن وهب أخبرني أُسامة بن زيد عن أبي حازم عن عبد الله بن عمر أنه رأى رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم على المنبر يخطب الناس، فمر بهذه الآية:( وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) فقال رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم:"يَأْخُذُ السَّمَوَاتِ وَالأرَضَينَ السَّبْعَ فَيَجْعَلُهَا في كَفِّهِ، ثُمَّ يَقُولُ بِهِما، كمَا يَقُولُ الغُلامُ بالكُرَةِ: أنا اللهُ الوَاحِدُ، أنا اللهُ العَزِيزُ"حتى لقد رأينا المنبر وإنه ليكاد أن يسقط به"،ورواه الحسن بن عرفة حدثني محمد بن صالح الواسطي عن سليمان بن محمد عن عمر بن نافع عن أبيه قال: قال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قائما على هذا المنبر يعني منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يحكي عن ربه عز وجل فقال:« إن الله تبارك وتعالى إذا كان يوم القيامة جمع السماوات السبع والأرضين السبع في قبضة ، ثم يقول..."، وفيه دليل على أن هؤلاء الأرضين مع السموات كلهن كرويات الشكل لهذا التشبيه.
دليل ثاني عشر:قال ابن أبي حاتم في التفسير حدثنا أبو زرعة ثنا منجاب بن الحارث أنبأ بشر بن عمارة عن أبي روق عن الضحاك عن ابن عباس في قوله:" وسع كرسيه السموات والأرض"، قالوا: لو أن السموات السبع والأرضين السبع بسطن، ثم وصلن بعضهن إلى بعض، ما كان في سعته، يعني: الكرسي، إلا بمنزلة الحلقة في المفازة"، وفيه أيضا دليل على كروية كل ذلك لأن الحلقة مُكَوّرَة .
دليل ثالث عشر:قال الترمذي 3298 حدثنا عبد بن حميد وغير واحد والمعنى واحد قالوا: حدثنا يونس بن محمدحدثنا شيبان بن عبد الرحمن عن قتادة قال: حَدَّثَ الحسنُ عن أبي هريرة قال: بينما نبي الله صلى الله عليه وسلم جالس وأصحابه إذ أتى عليهم سحاب، فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم: هل تدرون ما هذا؟ فقالوا: الله ورسوله أعلم. قال: هذا العنان هذه روايا الأرض يسوقه الله تبارك وتعالى إلى قوم لا يشكرونه ولا يدعونه ثم قال: هل تدرون ما فوقكم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: فإنها الرقيع، سقف محفوظ، وموج مكفوف، ثم قال: هل تدرون كم بينكم وبينها؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: بينكم وبينها مسيرة خمس مائة سنة. ثم قال: هل تدرون ما فوق ذلك؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: فإن فوق ذلك سماءين، ما بينهما مسيرة خمسمائة عام حتى عد سبع سماوات، ما بين كل سماءين ما بين السماء والأرض، ثم قال: هل تدرون ما فوق ذلك؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: فإن فوق ذلك العرش وبينه وبين السماء بعد ما بين السماءين. ثم قال: هل تدرون ما الذي تحتكم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: فإنها الأرض، ثم قال: هل تدرون ما الذي تحت ذلك؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: فإن تحتها أرضا أخرى، بينهما مسيرة خمس مائة سنة حتى عد سبع أرضين، بين كل أرضين مسيرة خمس مائة سنة. ثم قال: والذي نفس محمد بيده لو أنكم دليتم بحبل إلى الأرض السفلى لهبط على الله. ثم قرأ {هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم}"، قال: هذا حديث غريب من هذا الوجه، ويروى عن أيوب ويونس بن عبيد وعلي بن زيد، قالوا: لم يسمع الحسن من أبي هريرة"، تابعه أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيّ عَنْ قَتَادَة عَنِ الْحَسَن عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ فَذَكَرَنَحْوَهُ"، ورواه أحمد عن الحكم بن عبد الملك عن قتادة عن الحسن عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم فذكره، وعنده:" بُعدُ ما بين الأرْضين مسيرة سبعمائة عام"، وخالفهم معمر فأرسله:
دليل رابع عشر: فقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة: بينما النبي صلى الله عليه وسلم جالس مع أصحابه إذ مر سحاب فقال النبي صلى الله عليه وسلم: « أتدرون ما هذه ؟ هذه العنان رواء أهل الأرض، يسوقها الله إلى قوم لا يعبدونه » ثم قال : « أتدرون ما هذه السماء ؟ » قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال: «هذه السماء موج مكفوف، وسقف محفوظ » ثم قال: « أتدرون ما فوق ذلك ؟ » قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : « فوق ذلك سماء أخرى » حتى عد سبع سماوات ، ويقول : « أتدرون ما بينهما ؟ » ثم يقول : « ما بينهما خمسمائة سنة » ثم قال : « أتدرون ما فوق ذلك ؟» قال: « فوق ذلك العرش » ثم قال: « أتدرون كم بينهما ؟ » قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : « بينهما خمسمائة سنة » ثم قال : « أتدرون ما هذه الأرض ؟ » قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: « هذه الأرض » ثم قال: « أتدرون ما تحت ذلك ؟ » قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال:« تحت ذلك أرض أخرى » ثم قال: «أتدرون ما بينهما ؟ » قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : « بينهما مسيرة خمسمائة عام » حتى عد سبع أرضين ، ثم قال : « والذي نفسي بيده لو دلي رجل بحبل حتى يبلغ أسفل الأرض السابعة لهبط على الله » ثم قال: ( هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم)، وله شاهد آخر:
دليل خامس عشر: قال ابن أبي شيبة في العرش 17 - حدثنا إبراهيم بن أبي معاوية وهناد بن السري قالا: حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي نصر عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ما بين الأرض إلى السماء مسيرة خمسمائة سنة، غلظ كل سماء خمسمائة سنة، وما بين كل سماء إلى السماء التي تليها مسيرة خمسمائة سنة، والأرضين مثل ذلك، وما بين السماء السابعة إلى العرش مثل جميع ذلك كله ".
وقال أبو الشيخ (2/558) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاس حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْن خَازِمٍ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ أَبِي نَصْرٍ به، وقد تابعه أبو حمزة السكري وغيره عن الأعمش، وزاد فيه أحمد بن عبد الجبار عن أبي معاوية عن الأعمش عن أبي نصر عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ما بين الأرض إلى السماء مسيرة خمسمائة سنة ، وغلظ السماء الدنيا مسيرة خمسمائة سنة ، وما بين كل سماء إلى السماء التي تليها مسيرة خمسمائة سنة، والأرضين مثل ذلك ، وما بين السماء السابعة إلى العرش مثل جميع ذلك [ولو حفرتم لصاحبكم ثم دليتموه لوجدتم الله عز وجل ثم] »، ولم يسمعه الأعمش من أبي نصر، فقد رواه محاضر فقال فيه عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبي نصر به، وأبو نصر مجهول، إلا أن السيوطي قال في أسرار الكون:" خرج ابن مردويه في مسنده، وأبو الشيخ والبزار بسند صحيح عن أبي ذر فذكره، وقد مر تفسير دلو الحبل أو غيره تحت الأرض وكيف أنه يصل إلى جوف الأرض، ثم يبدأ في العلو إلى الأرض والسماء الأخرى، ومما يؤكد أن فيهن خلقا أيضا ما يلي :
دليل سادس عشر: قال الطبراني في الأوسط 146 - حدثنا أحمد بن يحيى بن خالد بن حيان قال حدثنا يحيى بن سليمان الجعفي قال حدثنا الحكم بن ظهير عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه قال شكا خالد بن الوليد إلى رسول الله الأرق من الليل فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إذا أويت إلى فراشك فقل اللهم رب السماوات السبع وما أظلت ورب الأرضين السبع وما أقلت، ورب الرياح وما أذرت كن لي جارا من شر خلقك"،
ورواه مسعر بن كدام عن علقمة بن زيد مزيد عن عبد الرحمن بن سابط عن خالد بن الوليد أنه أصابه أرق فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ألا أعلمك كلمات إذا قلتهن نمت، قل: اللهم رب السماوات السبع وما أظلت ورب الأرضين السبع وما أقلت ورب الشياطين وما أضلت كن لي جارا من شر خلقك جميعا"، خرجه عنه الطبراني في الصغير (2/177)،
الدليل السابع عشر: خرجه الطبراني في الأوسط (7/288) عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن أبي لبابة بن عبد المنذر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد دخول قرية لم يدخلها حتى يقول: اللهم رب السماوات السبع وما أظلت ورب الأرضين السبع وما أقلت ورب الرياح وما أذرت، ورب الشياطين وما أضلت، إني أسألك خيرها وخير ما فيها وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها".
الدليل الثامن عشر: خرجه يعقوب بن سفيان ثنا أيوب بن محمد بن زياد ثنا سعيد ثنا محمد بن عجلان عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول " إذا خرجتم من بلادكم إلى بلاد تريدونها فقولوا إذا أشرفتم على المدينة أو القرية: اللهم رب السموات السبع وما أظلت ورب الأرضين السبع وما أقلت الحديث ".
والمعنى من قوله: ( وما أقلت) أي وما حملت ورفعتواحتوت عليه الأرضون من مخلوقات، وهو نص في وجودها فيها، ثم أتى البيان بأن من هؤلاء السكانِ ناسا صالحين ومنهم فاسدين:
الدليل التاسع عشر: قال نعيم في الفتن (2/627) حدثنا ضمرة عن ابن شوذب عن مطر عن شهر بن حوشب عن عبد الله بن عمرو قال:" ستكون هجرة من بعد هجرة، لخيار أهل الأرضين إلى مهاجر إبراهيم حتى لا يبقى في الأرض إلا شرار أهلها، تلفظهم أرضوهم، وتمقتهم نفس الله، وتحشرهم النار مع القردة والخنازير تقيل معهم حيث قالوا، وتبيت معهم حيث باتوا، ولها ما سقط منهم"، وله متابعات :
فقال الدبري ونعيم (2/632) عن عبد الرزاق في المصنف (11/376) عن معمر حدثنا قتادة عن شهر بن حوشب قال سمعت عبد الله بن عمرو وهو عند نوف يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول:" إنها ستكون هجرة بعد هجرة لخيار الناس إلى مهاجر إبراهيم عليه السلام، وحتى لا يبقى في الأرض إلا شرار أهلها تلفظهم أرضوهم، وتقذرهم نفس الله تعالى .."، تابعه الطيالسي عن هشام عن قتادة به مثله، ورواه ليث عن عن شهر، وقد توبع عليه شهر:
فخرج الحاكم وصححه ووافقه الذهبي (4/556) عن عبد الله بن صالح ثنا موسى بن علي بن رباح عن أبيه عن أبي هريرة عن عبد الله به مثله، وذكره ابن الأثير وغيره بلفظ:" .. في كل أرض شرارها".
الدليل العشرون: قال إسحاق في المسند 1782 - أخبرنا عبد الصمد بن عبد الوارث ثنا حرب بن سريج حدثتني زينب بنت يزيد العتكي قالت كنا عند عائشة فحدثنا تجار هنا منهم شهر بن حوشب فذكروا الصلاة ووقتها قالت إني لأستحي أن أتخذ الديك منذ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن لله ديكا رجله تحت سبع أرضين ورأسه قد جاوز سبع سماوات يشفع في أوقات الصلاة فلا يبقى ديكا من ديكة الأرض إلا شفع، فلا نعدم بيتي أن أتخذ فيه الديك"،
دليل حادي وعشرون: ورواه عبد الجليل بن عطية عن شهر عن عبد الله ابن سلام قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على ناس من أصحابه وهم يتفكرون في خلق الله، فقال رسول الله صلى اله عليه وسلم: " فيم تتفكرون؟ " قالوا: نتفكر في الله، قال: " لا تفكروا في الله وتفكروا في خلق الله، فإن ربنا خلق ملكاً قدماه في الأرض السابعة السفلى، ورأسه قد جاوز السماء العليا، ما بين قدميه إلى ركبتيه مسيرة ستمائة عام، وما بين كعبيه إلى أخمص قدميه مسيرة ستمائة عام، والخالق أعظم من المخلوق ".
وهذا الديك المذكور إنما هو ملَك في صورة ديك أو نسر، كما صحت بذلك الأحاديث من أن حملة العرش في الدنيا أربعة: ملك على صورة إنسان، وثور، وليث، وديك أو نسر، وهما متشابهان.
الدليل الثاني والعشرون: قال الطبري في تفسيره حدثني موسى بن هارون حدثنا عمرو بن حماد حدثنا أسباط عن السُّدّيّ في خبر ذكره عن أبي مالك وعن أبي صالح عن ابن عباس (ح)، وعن مُرَّة عن ابن مسعود وعن ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم:"هو الذي خلقَ لكم ما في الأرض جميعًا ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سموات". قال: إن الله تبارك وتعالى كان عرشه على الماء، ولم يخلق شيئًا غير ما خلق قبل الماء، فلما أراد أن يخلق الخلق، أخرج من الماء دخانًا، فارتفع فوق الماء فسما عليه، فسماه سماء. ثم أيبس الماء فجعله أرضًا واحدة، ثم فتقها فجعل سبع أرضين في يومين في الأحد والاثنين"، وقد خرجه السدي في تفسيره عن أبي مالك وعن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما، وعن مرة الهمداني عن ابن مسعود رضي الله عنه، وعن ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم"، وهو حديث حسن، صححه ابن خزيمة، وذكره ابن كثير في التفسير، وقد بينت الكلام عليه في مبحث صعود الرب وارتفاعه ونزوله، وفيه أن السماء فتقت إلى سبع، وكذلك الأرض.
الدليل الثالث والعشرون : قال الطبري في تفسير الآية:حدثنا أَبو كُرَيب ثنا أَبو بكر عن عاصم عن زِرّ عن عبد الله قال: خلق الله سبع سموات غلظ كلّ واحدة مسيرة خمس مئة عام، وبين كلّ واحدة منهنّ خمس مئة عام، وفوق السبع السموات الماء، والله جلّ ثناؤه فوق الماء، لا يخفى عليه شيئ من أعمال بني آدم. والأرض سبع، بين كلّ أرضين خمس مئة عام، وغلظ كلّ أرض خمس مئَة عام".
دليل رابع وعشرون: قال الحاكم (4/636) حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا بحر بن نصر ثنا عبد الله بن وهب أخبرني عبد الله بن عباس حدثني عبد الله بن سليمان عن دراج عن أبي الهيثم عن عيسى بن هلال الصدفي عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنها قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إن الأرضين بين كل أرض إلى التي تليها مسيرة خمسمائة سنة، فالعليا منها على ظهر حوت قد التقى طرفاهما في سماء، والحوت على ظهره على صخرة، والصخرة بيد ملك، والثانية مسخر الريح فلما أراد الله أن يهلك عادا أمر خازن الريح أن يرسل عليهم ريحا تهلك عادا قال: يا رب أرسل عليهم الريح قدر منخر الثور، فقال له الجبار تبارك و تعالى: إذا تكفي الأرض ومن عليها ولكن أرسل عليهم بقدر خاتم، وهي التي قال الله عز وجل في كتابه العزيز { ما تذر من شيء أتت عليه إلا جعلته كالرميم }، والثالثة فيها حجارة جهنم، والرابعة فيها كبريت جهنم، قالوا : يا رسول الله أللنار كبريت ؟ قال : نعم والذي نفسي بيده إن فيها لأودية من كبريت لو أرسل فيها الجبال الرواسي لماعت، والخامسة فيها حيات جهنم إن أفواهها كالأودية تلسع الكافر اللسعة فلا يبقى منه لحم على عظم، والسادسة فيها عقارب جهنم إن أدنى عقربة منها كالبغال المؤكفة تضرب الكافر ضربة تنسيه ضربتها حر جهنم، والسابعة سقر وفيها إبليس مصفد بالحديد، يد أمامه ويد خلفه فإذا أراد الله أن يطلقه لما يشاء من عباده أطلقه"، قال الحاكم: هذا حديث تفرد به أبو السمح عن عيسى بن هلال وقد ذكرت فيما تقدم عدالته بنص الإمام يحيى بن معين رضي الله عنه و الحديث صحيح و لم يخرجاه"، وتعقبه الذهبي قائلا: بل منكر"، وهو شبه الموضوع، ولا أصل له، وإنما هو مشهور من كلام حسان بن عطية ووهب الذماري وكعب الأحبار وهو عن أهل الكتاب، لأن إبليس قد تواترت النصوص بأنه طليقٌ وأن الأرض من غير عمد مرئية، وهذا الإسنادُ مظلمٌ أكثره، لأن فيه عيسى بن هلال لم يوثقه غير ابن حبان، وقال عنه الألباني في ضعيف أبي داود:" عيسى بن هلال الصدفي هذا ليس بالمشهور"، وفيه دراج مختلف فيه، وعنه أبو الهيثم، وكذلك عبد الله بن سليمان الطويل لم يوثقه غير ابن حبان ولينه البزار، وعبد الله بن عياش فيه ضعف، وقد خالفه عمرو وهو ثقة، كما في:
دليل خامس وعشرون: فقد روى الجزء الأول من هذا الحديث ابن لهيعة ورواية رشدين عمرو بن الحارث كلاهما عن دراج حدثهما عن أبي الهيثم عن أبي سعيد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: (وفرش مرفوعة)، قال: «والذي نفسي بيده إن ارتفاعها لكما بين السماء والأرض، وإن ما بين السماء والأرض لمسيرة خمسمائة عام»، وابن لهيعة ورشدين ضعيفان، وقد تابعهما حرملة وأبو عبيد الله ابن أخي ابن وهب عن ابن وهب عن عمرو بن الحارث عن دراج به، وهو الأصح، وخالفهم سليمان الشاذكوني فقال: ثنا عبد الله بن وهب ثنا عمرو بن الحارث عن الدراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد مرفوعا بلفظ:" ما بين الفرشتين كما بين السماء والأرض"، وقد صحح الحديثَ ابن حبان وابن حجر وابن منده، إلا أنه قال عن رواية دراج عن أبي الهيثم هي مناكير، واختلف الناس فيها وهي مُقاربة، ما لم تكن شاذة، وقد خولف:
فقد روى معاذ بن هشام الدستوائي: وجدت في كتاب أبي بخط يده عن القاسم عن أبي أمامة في قول الله عز وجل: {وفرش مرفوعة} قال: «لو أن أعلاها سقط ما بلغ أسفلها أربعين خريفا»، وهو صحيح إن كان هشام سمع من القاسم فإنه قد عاصره، وقد روى الأثرَ أسد وأبو بكر 13/ 140 نا وكيعٌ عن جعفر بن الزبير وهو ضعيف عن القاسم عن أبي أمامة بلفظ:" «لو خر من أعلاها فراش لهوى إلى قرارها كذا وكذا خريفا"، والله أعلم، وقد روى الخبر غيرُ صحابي فلم يذكروا فيه إلا المسافة بين السماوات والأرضين كما مر، وفي كونهنّ عامرات بالمخلوقات أدلة أخرى:
دليل سادس وعشرون:خرجه البيهقي في الصفات () عن ابن وهب ثنا عمرو بن الحارث إن دراجا أبا السمح حدثهم عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:« قال موسى عليه السلام: يا رب علمني شيئا أذكرك به وأدعوك به ، قال : يا موسى قل : لا إله إلا الله ، قال : يا رب كل عبادك يقول هذا، قال : قل : لا إله إلا الله، قال : لا إله إلا أنت يا رب، إنما أريد شيئا تخصني به، قال: يا موسى، لو أن السماوات السبع وعامرهن غيري، والأرضين السبع في كفة ولا إله إلا الله في كفة ، مالت بهم لا إله إلا الله »
دليل سابع وعشرون: قال ابن أبي شيبة في الإيمان 3حدثنا ابن فضيل عن عطاء بن السائب عن سالم بن أبي الجعد عن ابن عباس قال: جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : السلام عليك يا غلام بني عبد المطلب فقال : « وعليك » قال: إني رجل من أخوالك من بني سعد بن بكر، وأنا رسول قومي إليك ووافدهم، وأنا سائلك فمشيد مسألتي إياك ، ومناشدك فمشيد مناشدتي إياك، قال: « خذ عليك يا أخا بني سعد » قال : من خلقك ، ومن هو خالق من قبلك ، ومن هو خالق من بعدك ؟ قال : « الله » ، قال : فنشدتك بالله أهو أرسلك ؟ قال: « نعم» قال: من خلق السموات السبع والأرضين السبع وأجرى بينهما الرزق ؟ قال: «الله».
الدليل الثامن والعشرون: قال البخاري في الصحيح : بَاب مَا جَاءَ فِي سَبْعِ أَرَضِينَ وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى{ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنْ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ} ثم خرج (3195) عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَكَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أُنَاسٍ خُصُومَةٌ فِي أَرْضٍ فَدَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ فَذَكَرَ لَهَا ذَلِكَ فَقَالَتْ يَا أَبَا سَلَمَةَ اجْتَنِبْ الْأَرْضَ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ ظَلَمَ قِيدَ شِبْرٍ طُوِّقَهُ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ".
الدليل التاسع والعشرون: ثم خرج البخاري عن عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيه قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم:" مَنْ أَخَذَ شَيْئًا مِنْ الْأَرْضِ بِغَيْرِ حَقِّهِ خُسِفَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَى سَبْعِ أَرَضِينَ".
الدليل الثلاثون: ثم خرج عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ نَّهُ خَاصَمَتْهُ أَرْوَى فِي حَقٍّ زَعَمَتْ أَنَّهُ انْتَقَصَهُ لَهَا إِلَى مَرْوَانَ فَقَالَ سَعِيدٌ أَنَا أَنْتَقِصُ مِنْ حَقِّهَا شَيْئًا أَشْهَدُ لَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَنْ أَخَذَ شِبْرًا مِنْ الْأَرْضِ ظُلْمًا فَإِنَّهُ يُطَوَّقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ".
دليل حادي وثلاثون:خرجه الطبراني عن أبي سفيان عن جابر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: "من رابط يوما في سبيل الله جعل الله بينه وبين النار سبع خنادق كل خندق كسبع سماوات وسبع أرضين".
دليل ثاني وثلاثون: وله عن عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي في الموضع الذي يبول فيه الحسن والحسين وقال:" إن العبد إذا سجد لله سجدة طهر الله موضع سجوده إلى سبع أرضين".
دليل ثالث وثلاثون: عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال:" كل مال وإن كان تحت سبع أرضينيؤدى زكاته فليس بكنز".
دليل رابع وثلاثون: خرجه البيهقي في الشعب (13/222) عن أبي عبيدة عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من بنى من البنيان فوق ما يكفيه كلف أن يحمله من سبع أرضين يوم القيامة ".
دليل رابع وعشرون: ويروى أن السكان في هذه الأرضين هم الروحانيون وهو باطل: روى ذلك مسلمة بن علي وهو متهم عن عبد الرحمن الخراساني ولم أعرفه عن مقاتل بن حيان عن محمد بن كعب القرظي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:« إن لله تعالى أرضا من وراء أرضكم هذه، بيضاء نورها، وبياضها مسيرة شمسكم هذه أربعين يوما»، قالوا: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني مثل الدنيا أربعين مرة، فيها عباد لله تعالى لم يعصوه طرفة عين، قالوا: يا رسول الله أمن الملائكة هم ؟ قال: ما يعلمون أن الله خلق الملائكة، قالوا: يا رسول الله ، أفمن ولد آدم هم؟ قال: ما يعلمون أن الله عز وجل خلق آدم، قالوا: يا رسول الله، أفمن ولد إبليس هم ؟ قال : ما يعلمون أن الله عز وجل خلق إبليس، قالوا: يا رسول الله ، فمن هم ؟ قال: هم قوم يقال لهم الروحانيون، خلقهم الله عز وجل من ضوء نوره"، وهذا باطل، لأنه حديث الشعبي عن أهل أمريكا وهو مغاير لهذا اللفظ المنكر، وفي الباب أدلة أخرى والله الموفق للصواب
فقد ذكرت في مبحث:"قصة الخلق أولا فأولا" أن المرحلة الحادية عشر من الخلق هي مرحلة خلق الأرض وصفة ذلك وعددها، حيث خلق الله الكون من ماء فخرج منه بخار ودخان وغازات كثيفة فالتصقت وقد صارت رتقا أي كتلة واحدة عظيمة، ثم أيبسها الله ففتقها بانفجار كوني هائل، فانفصلت السماء عن الأرض، ثم انفصلت الأرض والسماء فكانتا سبعا سبعا كما في قوله تعالى: {أولم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي}، وقد قال عبد الله بن عباس رضي الله عنه:" كانتا ملتصقتين فرفع السماء ووضع الأرض"،
حيث ابتدأ الله بالأرض فمدها وفتقها في يوم الأحد والإثنين، ثم خلق السماوات يوم الثالث والرابع، ثم رجع إلى الأرض ففتقها وأنشأ فيها الجبال والأقوات حتى لا تميد وذلك يوم الخميس والجمعة .
وسأتكلم هنا على عدد الأرضين المفتقة، من الكتاب والسنة وكلام العلماء، مستفتحا ب:
الدليل الأول: وهو قوله تعالى:{اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا(12)} [الطلاق]،
والمعنى: أنه تبارك وتعالى خلقَ من الأرضِ مثل ما خلق من السماوات في العددِ، وهن سبع سماوات، والأرضين مثلهن سبع أرضين، وقد اختلف السلف في المراد من الأرضين السبع على أقوال:
القول الأول: أن الأرضينَ مطبقةٌ بعضُهنَّ فوقَ بعضٍ من غيرِ فتوقٍ ولا مسافات بينهن، وعليه فالأرض واحدةٌ عبارةٌ عن سبع طبقات متتابعة ملتصقة، - كما في علم الجيولوجيا -، لكن هل أثبتوا سبعا كاملةً ؟ فيه نظر، وممن قال بهذا القول الضحاك ، وتبعه عليه قوم آخرون، وكان من حجتهم أن قالوا بأن الله تعالى ذكر السماء بصيغة الجمع، وأما الأرض فبصيغة الواحد، وعليه فتكون المثلية في الإطباق والكروية ونحو ذلك، لا في جنس العدد، ويقرب من هذا:
القول الثاني: وهو أن المراد بها: قارات الأرض السبعة لأن الله تعالى أفرد لفظ الأرض ولم يفردها في السماء: فحَكَى الكلبيُّ ولم يصح عن أبي صالحٍ عن ابنِ عباسٍ رضيَ الله عنهُما أنها سبعُ أرضينَ متفرقةٌ بالبحارِ وتُظِلُّ الجميعَ السماءُ { يَتَنَزَّلُ الأمر بَيْنَهُنَّ } أي يَجْرِي أمرُه وقضاؤُه بينهنَّ وينفذُ ملكُهُ فيهنَّ"، لكنهم اختلفوا في كيفية تحديد هذه القارات السبع اختلافا كثيرا.
القول الثالث: وذهب جماهير السلف والخلف إلى أنهن سبع أرضين منفصلة بعضهن عن بعض، في كلّ أرض مخلوقاتٌ من خلق الله تعالى، فكما توجد سبع سماوات متطابقات متعاليات، فكذلك مثلهن سبع أرضين متطابقات متسافلات، بين كل أرض وأرض مسافات كبيرة جدا، ثم اختلفوا في تحديد تلك المسافات كما سيأتي:
وعليه فتكون المثلية هنا في العدد، كما قال الشيخ ابن عثيمين:" أي مثلهن في العدد لا في الصفة، لأن التماثل في الصفة بين الأرض والسماء بعيد جداً، لكن مثلهن في العدد، وصرحت بذلك السنة"، وقال القرطبي في المفهم ():"لأن الكيفية والصفة مختلفة بالمشاهدة والأخبار ، فتعيَّن العدد "،
وقال الإمام الطبري في تفسير الآية: "يقول: وخلق من الأرض مثلهنّ لما في كلّ واحدة منهنّ مثل ما في السموات من الخلق"، وقال ابن كثير في البداية (1/21):"والظاهر أن بين كل واحدة منهن وبين الأخرى مسافة لظاهر الآية "، وقال ابن كثير في التفسير:" من حمل ذلك على سبعة أقاليم فقد أبعد النَّجْعَة، وأغرق في النزع، وخالف القرآن والحديث بلا مستند، وقد تقدم في سورة الحديد عند قوله: { هُوَ الأوَّلُ والآخِرُ والظَّاهِرُ والْبَاطِنُ } [الآية : 3] ذكر الأرضين السبع، وبعد ما بينهن وكثافة كل واحدة منهن خمسمائة عام وهكذا قال ابن مسعود وغيره" ،
وقال ابن طاهر في البدء والتاريخ (2/41) والحموي في معجم البلدان ():" روي في بعض الأخبار أن بعضها فوق بعض غلظ كل أرض مسيرة خمس مائة عام وما بين أرض وأرض مسيرة خمس مائة عام وحتى عد بعضهم لكل أرض أهلاً على صفة وهيئة عجيبة وسمى كل أرض باسم خاص كما سما كل سماء باسم خاص وزعم بعضهم أن في الأرض الرابعة حيات أهل النار وفي الأرض السادسة حجار أهل النار "،
وقال الإمام القرطبي في الأحكام: هذا القول أصحُّ لأنَّ الأخبارَ دالةٌ عليهِ"،
وقال أبو السعود في إرشاد العقل السليم:" وذهب الجمهورُ على أنها سبعُ أرضينَ طباقاً بعضُها فوقَ بعضٍ بين كلِّ أرضٍ وأرضٍ مسافةٌ كما بينَ السماءِ والأرضِ وفي كلِّ أرضٍ سكانٌ من خلقِ الله تعالَى"، ومما يؤكد أن هذا العدد له مفهوم الحصر ما رواه ابن فضيل عن عاصم بن كليب عن أبيه عن ابن عباس قال: كنت عند عمر رضي الله عنه وعنده أصحابه فسألهم فقال: أرأيتم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلة القدر: " التمسوها في العشر الأواخر وترًا، أيُّ ليلة ترونها ؟ فقال بعضهم: ليلة إحدى وعشرين، وقال بعضهم: ليلة ثلاث، وقال بعضهم: ليلة خمس، وقال بعضهم: ليلة سبع، فقالوا: وأنا ساكت، فقال: ما لك لا تتكلم؟، فقلت: إنك أمرتني أن لا أتكلم حتى يتكلموا، فقال: ما أرسلت إليك إلا لتكلم، قال فقلت: إني سمعت الله يذكر السبع، فذكر: {سبع سموات ومن الأرض مثلهن}، وخلق الإنسان من سبع، ونبت الأرض سبع، .."،
وكان من حجج الجمهور ما يلي:
الأثر الأول: خرجه عبد الرزاق في التفسير عن معمر عن قتادة في قوله تعالى:{ خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن} قال:« في كل سماء، وفي كل أرض خلق من خلقه، وأمر من أمره وقضاء من قضائه تبارك وتعالى».
الدليل الثاني: قال البيهقي في الأسماء والصفات (2/370): أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أحمد بن يعقوب الثقفي ثنا عبيد بن غنام النخعي نا علي بن حكيم ثنا شريك عن عطاء بن السائب عن أبي الضحى عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: ( الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن) قال: سبع أرضين في كل أرض نبي كنبيكم، وآدم كآدم ، ونوح كنوح ، وإبراهيم كإبراهيم ، وعيسى كعيسى"، وقد قال الخلال في علله (125) أخبرني أحمد بن أصرم المزني أن أبا عبد الله سئل عن حديث شريك عن عطاء بن السائب عن أبي الضحى عن ابن عباس في قوله تعالى: {ومن الأرض مثلهن يتنزل الأمر بينهن}قال:"بينهن نبي كنبيكم، ونوح كنوحكم، وآدم كآدمكم"، قال أبو عبد الله: هذا رواه شعبة عن عمرو بن مرة عن أبي الضحى عن ابن عباس لا يذكر هذا، إنما يقول:"يتنزل العلم والأمر بينهن"، وعطاء بن السائب اختلط، وأنكر أبو عبد الله الحديث"، نعم أنكر أحمد طريق عطاء لاختلاطه، لكنه قد توبع، وأما قوله عن رواية شعبة بأنها بذلك اللفظ، فهذا فيما وقع لديه من طريق شعبة، وقد وقع لغيره متن حديث شعبة مثل متن حديث عطاءٍ سواءًا كما في:
الدليل الثالث: قال ابن جرير الطبري في تفسير الآية: حدثنا عمرو بن علي ومحمد بن المثنى قالا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن عمرو بن مُرَّة عن أبي الضُّحى عن ابن عباس في هذه الآية {اللهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الأرْضِ مِثْلَهُنّ } قال عمرو: قال:" في كل أرض مثل إبراهيم ونحو ما على الأرض من الخلق"، وقال ابن المثنى:" في كلّ سماء إبراهيم"، توبع محمد بن جعفر:
فخرج أبو عبد الله الحاكم في مستدركه (2/535) ومن طريقه البيهقيّ في الصفات (2/371) قال وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا عبد الرحمن بن الحسن القاضي ثنا إبراهيم بن الحسين ثنا آدم بن أبي إياس ثنا شعبة عن عمرو بن مرة عن أبي الضحى عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله عز وجل: (الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن) قال: في كل أرض نحو إبراهيم عليه السلام"، قال البيهقي:" إسناد هذا عن ابن عباس رضي الله عنهما صحيح ، وهو شاذ بمرة ، لا أعلم لأبي الضحى عليه متابعا والله أعلم"، لكن لا يضر هذا التفرد، لأن الحديث صحيح مسلسل بالأئمة الثقات الأثبات، كيف وللحديث متابعات كثيرة جدا تدفع هذه الدعوى،
ولئن كان البيهقي يقصد بالشذوذ مخالفة الثقة لمن هو أولى منه، فلا يوجد ههنا أحدٌ أبدا قد خالفه أحد هؤلاء الثقات، لا أبو الضحى ولا غيره، ولئن رده بسبب الغرابة والتفرد فليس هذا مما يرد به أهل السنة، لأنهم يقبلون أحديث الثقات الآحاد في العقيدة وفي غيرها، لذلك قال الحاكم عن الحديث الأول:" هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه ووافقه الذهبي"، وقال عن الثاني:" هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبي"، وقال ابن حجر في فتح الباري 293/6):" إسناده صحيح"، ومع ذلك فلم يتفرد به أبو الضحى على ثقته وجلالته، ولئن رده رادون بسبب شدة غرابته وعجيب أمره وأنه قد يكون من الإسرائيليات، فهذا يرده نسبةُ ابن عباس للكفرِ إلى كل من خالف هذا الحديث، ويستحيل أن ينسبَ صحابيٌّ شيئا إلى الكفر من عند نفسه، فضلا من أن يكون من عند اليهود كما في:
الدليل الرابع: قال ابن جرير الطبري في تفسير الآية: حدثنا عمرو بن علي حدثنا وَكِيع حدثنا الأعمش عن إبراهيم بن مُهَاجِر عن مجاهد عن ابن عباس في قوله:{ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الأرْضِ مِثْلَهُنَّ } قال:" لو حدثتكم بتفسيرها لكفرتم وكفركم تكذيبكم بها"، تابعه ابن نمير وغيره عن وكيع،
ورواه عن ابن حميد حدثنا يعقوب بن عبد الله بن سعد القُميّ الأشعري عن جعفر بن أبي المغيرة الخزاعي عن سعيد بن جبير قال: قال رجل لابن عباس { اللهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الأرْضِ مِثْلَهُنّ } الآية. فقال ابن عباس:" ما يؤمنك إن أخبرتك بها فتكفر"، وقد توبع عليه يعقوب القمي:
الدليل الخامس: قال أبو الشيخ في العظمة (2/644): حدثنا ابن الجارود حدثنا محمد بن عيسى الزجاج حدثنا عامر بن إبراهيم عن الخطاب بن جعفر بن أبي المغيرة عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن رجلا أتاه فسأله عن هذه الآية : ( الله الذي خلق سبع سموات ومن الأرض مثلهن يتنزل الأمر بينهن) ، يسأله ثلاث مرات ، فلم يرد عليه شيئا ، حتى إذا خف عنه الناس، قال له الرجل : ما يمنعك أن تجيبني ؟ قال: ما يؤمنك إن أخبرتك أن تكفر ؟ قال : أخبرني ، قال : « سماء تحت أرض ، وأرض فوق سماء ، مطويات بعضها فوق بعض ،يدور الأمر بينهن، كما يدور هذا الجردناب الذي يدور بالغزل عليه »، توبع عليه عامر بن إبراهيم أيضا:
فقال أبو الشيخ في طبقاته من ترجمة خطاب: ثنا محمد بن يحيى ثني عبد الله ثنا الحسين ثنا خطاب عن أبيه عن سعيد بن جبير قال : جاء رجل إلى ابن عباس ، فسأله عن قول الله : ( الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن ) ما هو ؟ فسكت عنه ابن عباس حتى إذا وقف الناس ، قال له الرجل : ما يمنعك أن تجيبني ؟ قال : « وما يؤمنك أن لو أخبرتك أن تكفر ؟ » قال : فأخبرني فأخبره قال « سماء تحت أرض، وأرض فوق سماء، مطويات بعضها فوق بعض، يدور الأمر بينهن، كما يدور بهذا الكردنا الذي عليه الغزل ».
ومعناه والله أعلم أن هذه التحتية نسبية فيما يبدو للناظر، لأن الأرض كروية، بحيث يبدو لكل أحدٍ أن كلّ من كان على سطح أرضٍ أيًّا كانت جهته، فإنه يظهر له أن ما والاه فهو الجهة العلوية، وما كان من الجهة المقابلة له من الأرض ولو السماء فهي تحته، هكذا يبدو له، وليس كذلك، وإنما هي فوقه أينما كانت، لأن الأرضين دائرية، ومن المعلوم أن مركز الدائرة في وسطها، وهي نقطة السفل التي لا تحت دونها، ومن هذا المركز يبدأ العلو إلى كل الجهات، ولذلك قال تعالى {أينما تولوا فثم وجه الله}، وهذا ما يُفسر قوله في الحديث الذي سيأتي بأن كل من يدلي بحبل طويل تحت الأرض فإنما يهبط على جهة الله تعالى، لأنه سيصل إلى جهة الأرض الأخرى ثم السماء وهكذا، وهذا مثلُ مثلّث برمودا الذي جاء الخبر بأنه لا يحمل الجواري، لأنه لا حدَّ لقعره، لأن عمقه ممتد من جهة برمودا الغربية عبر وسط الأرض لينتهي في الجهة الشرقية المقابلة له من الأرض وهي مثلث برموزا،
وقد توبع الخطاب على حديثه أيضا وهو صدوق:
الدليل السادس: خرجه ابن حزم في الفصل (2/80) من طريق عبد بن حميد ـ في مسنده ـ ثنا يحيى بن عبد الحميد عن يعقوب عن جعفر هو ابن أبي وحشية عن سعيد بن حبير قال جاء رجل إلى ابن عباس فقال أرأيت قول الله عز وجل: {سبع سموات ومن الأرض مثلهن} قال ابن عباس: هن ملتويات بعضهن على بعض"، وهذا حديث حسن في رجاله كلام لا يضر، وجعفر إن كان كما ذكر ابن حزم هو ابن أبي وحشية فهو ثقة، وإن كان ابن أبي يعقوب فصدوق فيه لين يسير، وللحديث متابعات أخرى،
الدليل السابع: خرجه الدارمي في رده ص 60 عن نضر أبي عمر الخزاز وهو ضعيف عن عكرمة عن ابن عباس قال: «سيد السموات السماء التي فيها العرش، وسيد الأرضين التي نحن عليها"،
الدليل الثامن: خرجه الطبري عن ليث عن مجاهد صاحب ابن عباس: هذه الأرض إلى تلك مثل الفسطاط ضربته في فلاة"، وللحديث شواهد كثيرة:
الدليل التاسع: قال سَعِيدٌ في تفسيره 898: نَا عَبِيدة بن حُميد الحَذَّاء نا عَمَّارٌ الدُّهْني عَنْ حَمَّادٍ الْمَدِينِيِّ عَنْ كُرَيْب قَالَ: دَعَانِي ابْنُ عَبَّاسٍ رَحِمَهُ اللَّهُ، فَقَالَ: اكْتُبْ: مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ إِلَى فُلَانٍ حَبْر تَيْماء، سَلَامٌ عَلَيْكَ...، ثُمَّ نَظَرَ فقال: {جنة عرضها السماوات والأرض} ، قال: سبع سماوات، وَسَبْعُ أَرَضِينَ يُلَفَّقْنَ كَمَا تُلَفَّقُ الثِّيَابُ بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ، فَقَالَ: هَذَا عَرْضُهَا، وَلَا يَصِفُ أَحَدٌ طولها".
ومما يشهد أيضا لوجود مخلوقات في كل الأرضين:
دليل عاشر: قال ابن أبي حاتم في التفسير حدثنا أبي حدثنا محمد بن أحمد بن الحجاج الرقي حدثنا محمد بن سلمة عن الواصل عن أبي الأزدي عن أبي الجوزاء الأزدي عن ابن عباس قال:"يطوي الله السموات السبع بما فيها من الخليقة، والأرضين السبع بما فيها من الخليقة، يطوي ذلك كله بيمينه، يكون ذلك كله في يده بمنزلة خردلة"، له شواهد :
الدليل الحادي عشر: فقال الطبري في تفسير الآية التالية: حدثنا الربيع ثنا ابن وهب أخبرني أُسامة بن زيد عن أبي حازم عن عبد الله بن عمر أنه رأى رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم على المنبر يخطب الناس، فمر بهذه الآية:( وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) فقال رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم:"يَأْخُذُ السَّمَوَاتِ وَالأرَضَينَ السَّبْعَ فَيَجْعَلُهَا في كَفِّهِ، ثُمَّ يَقُولُ بِهِما، كمَا يَقُولُ الغُلامُ بالكُرَةِ: أنا اللهُ الوَاحِدُ، أنا اللهُ العَزِيزُ"حتى لقد رأينا المنبر وإنه ليكاد أن يسقط به"،ورواه الحسن بن عرفة حدثني محمد بن صالح الواسطي عن سليمان بن محمد عن عمر بن نافع عن أبيه قال: قال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قائما على هذا المنبر يعني منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يحكي عن ربه عز وجل فقال:« إن الله تبارك وتعالى إذا كان يوم القيامة جمع السماوات السبع والأرضين السبع في قبضة ، ثم يقول..."، وفيه دليل على أن هؤلاء الأرضين مع السموات كلهن كرويات الشكل لهذا التشبيه.
دليل ثاني عشر:قال ابن أبي حاتم في التفسير حدثنا أبو زرعة ثنا منجاب بن الحارث أنبأ بشر بن عمارة عن أبي روق عن الضحاك عن ابن عباس في قوله:" وسع كرسيه السموات والأرض"، قالوا: لو أن السموات السبع والأرضين السبع بسطن، ثم وصلن بعضهن إلى بعض، ما كان في سعته، يعني: الكرسي، إلا بمنزلة الحلقة في المفازة"، وفيه أيضا دليل على كروية كل ذلك لأن الحلقة مُكَوّرَة .
دليل ثالث عشر:قال الترمذي 3298 حدثنا عبد بن حميد وغير واحد والمعنى واحد قالوا: حدثنا يونس بن محمدحدثنا شيبان بن عبد الرحمن عن قتادة قال: حَدَّثَ الحسنُ عن أبي هريرة قال: بينما نبي الله صلى الله عليه وسلم جالس وأصحابه إذ أتى عليهم سحاب، فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم: هل تدرون ما هذا؟ فقالوا: الله ورسوله أعلم. قال: هذا العنان هذه روايا الأرض يسوقه الله تبارك وتعالى إلى قوم لا يشكرونه ولا يدعونه ثم قال: هل تدرون ما فوقكم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: فإنها الرقيع، سقف محفوظ، وموج مكفوف، ثم قال: هل تدرون كم بينكم وبينها؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: بينكم وبينها مسيرة خمس مائة سنة. ثم قال: هل تدرون ما فوق ذلك؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: فإن فوق ذلك سماءين، ما بينهما مسيرة خمسمائة عام حتى عد سبع سماوات، ما بين كل سماءين ما بين السماء والأرض، ثم قال: هل تدرون ما فوق ذلك؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: فإن فوق ذلك العرش وبينه وبين السماء بعد ما بين السماءين. ثم قال: هل تدرون ما الذي تحتكم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: فإنها الأرض، ثم قال: هل تدرون ما الذي تحت ذلك؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: فإن تحتها أرضا أخرى، بينهما مسيرة خمس مائة سنة حتى عد سبع أرضين، بين كل أرضين مسيرة خمس مائة سنة. ثم قال: والذي نفس محمد بيده لو أنكم دليتم بحبل إلى الأرض السفلى لهبط على الله. ثم قرأ {هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم}"، قال: هذا حديث غريب من هذا الوجه، ويروى عن أيوب ويونس بن عبيد وعلي بن زيد، قالوا: لم يسمع الحسن من أبي هريرة"، تابعه أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيّ عَنْ قَتَادَة عَنِ الْحَسَن عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ فَذَكَرَنَحْوَهُ"، ورواه أحمد عن الحكم بن عبد الملك عن قتادة عن الحسن عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم فذكره، وعنده:" بُعدُ ما بين الأرْضين مسيرة سبعمائة عام"، وخالفهم معمر فأرسله:
دليل رابع عشر: فقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة: بينما النبي صلى الله عليه وسلم جالس مع أصحابه إذ مر سحاب فقال النبي صلى الله عليه وسلم: « أتدرون ما هذه ؟ هذه العنان رواء أهل الأرض، يسوقها الله إلى قوم لا يعبدونه » ثم قال : « أتدرون ما هذه السماء ؟ » قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال: «هذه السماء موج مكفوف، وسقف محفوظ » ثم قال: « أتدرون ما فوق ذلك ؟ » قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : « فوق ذلك سماء أخرى » حتى عد سبع سماوات ، ويقول : « أتدرون ما بينهما ؟ » ثم يقول : « ما بينهما خمسمائة سنة » ثم قال : « أتدرون ما فوق ذلك ؟» قال: « فوق ذلك العرش » ثم قال: « أتدرون كم بينهما ؟ » قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : « بينهما خمسمائة سنة » ثم قال : « أتدرون ما هذه الأرض ؟ » قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: « هذه الأرض » ثم قال: « أتدرون ما تحت ذلك ؟ » قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال:« تحت ذلك أرض أخرى » ثم قال: «أتدرون ما بينهما ؟ » قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : « بينهما مسيرة خمسمائة عام » حتى عد سبع أرضين ، ثم قال : « والذي نفسي بيده لو دلي رجل بحبل حتى يبلغ أسفل الأرض السابعة لهبط على الله » ثم قال: ( هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم)، وله شاهد آخر:
دليل خامس عشر: قال ابن أبي شيبة في العرش 17 - حدثنا إبراهيم بن أبي معاوية وهناد بن السري قالا: حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي نصر عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ما بين الأرض إلى السماء مسيرة خمسمائة سنة، غلظ كل سماء خمسمائة سنة، وما بين كل سماء إلى السماء التي تليها مسيرة خمسمائة سنة، والأرضين مثل ذلك، وما بين السماء السابعة إلى العرش مثل جميع ذلك كله ".
وقال أبو الشيخ (2/558) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاس حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْن خَازِمٍ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ أَبِي نَصْرٍ به، وقد تابعه أبو حمزة السكري وغيره عن الأعمش، وزاد فيه أحمد بن عبد الجبار عن أبي معاوية عن الأعمش عن أبي نصر عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ما بين الأرض إلى السماء مسيرة خمسمائة سنة ، وغلظ السماء الدنيا مسيرة خمسمائة سنة ، وما بين كل سماء إلى السماء التي تليها مسيرة خمسمائة سنة، والأرضين مثل ذلك ، وما بين السماء السابعة إلى العرش مثل جميع ذلك [ولو حفرتم لصاحبكم ثم دليتموه لوجدتم الله عز وجل ثم] »، ولم يسمعه الأعمش من أبي نصر، فقد رواه محاضر فقال فيه عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبي نصر به، وأبو نصر مجهول، إلا أن السيوطي قال في أسرار الكون:" خرج ابن مردويه في مسنده، وأبو الشيخ والبزار بسند صحيح عن أبي ذر فذكره، وقد مر تفسير دلو الحبل أو غيره تحت الأرض وكيف أنه يصل إلى جوف الأرض، ثم يبدأ في العلو إلى الأرض والسماء الأخرى، ومما يؤكد أن فيهن خلقا أيضا ما يلي :
دليل سادس عشر: قال الطبراني في الأوسط 146 - حدثنا أحمد بن يحيى بن خالد بن حيان قال حدثنا يحيى بن سليمان الجعفي قال حدثنا الحكم بن ظهير عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه قال شكا خالد بن الوليد إلى رسول الله الأرق من الليل فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إذا أويت إلى فراشك فقل اللهم رب السماوات السبع وما أظلت ورب الأرضين السبع وما أقلت، ورب الرياح وما أذرت كن لي جارا من شر خلقك"،
ورواه مسعر بن كدام عن علقمة بن زيد مزيد عن عبد الرحمن بن سابط عن خالد بن الوليد أنه أصابه أرق فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ألا أعلمك كلمات إذا قلتهن نمت، قل: اللهم رب السماوات السبع وما أظلت ورب الأرضين السبع وما أقلت ورب الشياطين وما أضلت كن لي جارا من شر خلقك جميعا"، خرجه عنه الطبراني في الصغير (2/177)،
الدليل السابع عشر: خرجه الطبراني في الأوسط (7/288) عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن أبي لبابة بن عبد المنذر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد دخول قرية لم يدخلها حتى يقول: اللهم رب السماوات السبع وما أظلت ورب الأرضين السبع وما أقلت ورب الرياح وما أذرت، ورب الشياطين وما أضلت، إني أسألك خيرها وخير ما فيها وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها".
الدليل الثامن عشر: خرجه يعقوب بن سفيان ثنا أيوب بن محمد بن زياد ثنا سعيد ثنا محمد بن عجلان عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول " إذا خرجتم من بلادكم إلى بلاد تريدونها فقولوا إذا أشرفتم على المدينة أو القرية: اللهم رب السموات السبع وما أظلت ورب الأرضين السبع وما أقلت الحديث ".
والمعنى من قوله: ( وما أقلت) أي وما حملت ورفعتواحتوت عليه الأرضون من مخلوقات، وهو نص في وجودها فيها، ثم أتى البيان بأن من هؤلاء السكانِ ناسا صالحين ومنهم فاسدين:
الدليل التاسع عشر: قال نعيم في الفتن (2/627) حدثنا ضمرة عن ابن شوذب عن مطر عن شهر بن حوشب عن عبد الله بن عمرو قال:" ستكون هجرة من بعد هجرة، لخيار أهل الأرضين إلى مهاجر إبراهيم حتى لا يبقى في الأرض إلا شرار أهلها، تلفظهم أرضوهم، وتمقتهم نفس الله، وتحشرهم النار مع القردة والخنازير تقيل معهم حيث قالوا، وتبيت معهم حيث باتوا، ولها ما سقط منهم"، وله متابعات :
فقال الدبري ونعيم (2/632) عن عبد الرزاق في المصنف (11/376) عن معمر حدثنا قتادة عن شهر بن حوشب قال سمعت عبد الله بن عمرو وهو عند نوف يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول:" إنها ستكون هجرة بعد هجرة لخيار الناس إلى مهاجر إبراهيم عليه السلام، وحتى لا يبقى في الأرض إلا شرار أهلها تلفظهم أرضوهم، وتقذرهم نفس الله تعالى .."، تابعه الطيالسي عن هشام عن قتادة به مثله، ورواه ليث عن عن شهر، وقد توبع عليه شهر:
فخرج الحاكم وصححه ووافقه الذهبي (4/556) عن عبد الله بن صالح ثنا موسى بن علي بن رباح عن أبيه عن أبي هريرة عن عبد الله به مثله، وذكره ابن الأثير وغيره بلفظ:" .. في كل أرض شرارها".
الدليل العشرون: قال إسحاق في المسند 1782 - أخبرنا عبد الصمد بن عبد الوارث ثنا حرب بن سريج حدثتني زينب بنت يزيد العتكي قالت كنا عند عائشة فحدثنا تجار هنا منهم شهر بن حوشب فذكروا الصلاة ووقتها قالت إني لأستحي أن أتخذ الديك منذ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن لله ديكا رجله تحت سبع أرضين ورأسه قد جاوز سبع سماوات يشفع في أوقات الصلاة فلا يبقى ديكا من ديكة الأرض إلا شفع، فلا نعدم بيتي أن أتخذ فيه الديك"،
دليل حادي وعشرون: ورواه عبد الجليل بن عطية عن شهر عن عبد الله ابن سلام قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على ناس من أصحابه وهم يتفكرون في خلق الله، فقال رسول الله صلى اله عليه وسلم: " فيم تتفكرون؟ " قالوا: نتفكر في الله، قال: " لا تفكروا في الله وتفكروا في خلق الله، فإن ربنا خلق ملكاً قدماه في الأرض السابعة السفلى، ورأسه قد جاوز السماء العليا، ما بين قدميه إلى ركبتيه مسيرة ستمائة عام، وما بين كعبيه إلى أخمص قدميه مسيرة ستمائة عام، والخالق أعظم من المخلوق ".
وهذا الديك المذكور إنما هو ملَك في صورة ديك أو نسر، كما صحت بذلك الأحاديث من أن حملة العرش في الدنيا أربعة: ملك على صورة إنسان، وثور، وليث، وديك أو نسر، وهما متشابهان.
الدليل الثاني والعشرون: قال الطبري في تفسيره حدثني موسى بن هارون حدثنا عمرو بن حماد حدثنا أسباط عن السُّدّيّ في خبر ذكره عن أبي مالك وعن أبي صالح عن ابن عباس (ح)، وعن مُرَّة عن ابن مسعود وعن ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم:"هو الذي خلقَ لكم ما في الأرض جميعًا ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سموات". قال: إن الله تبارك وتعالى كان عرشه على الماء، ولم يخلق شيئًا غير ما خلق قبل الماء، فلما أراد أن يخلق الخلق، أخرج من الماء دخانًا، فارتفع فوق الماء فسما عليه، فسماه سماء. ثم أيبس الماء فجعله أرضًا واحدة، ثم فتقها فجعل سبع أرضين في يومين في الأحد والاثنين"، وقد خرجه السدي في تفسيره عن أبي مالك وعن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما، وعن مرة الهمداني عن ابن مسعود رضي الله عنه، وعن ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم"، وهو حديث حسن، صححه ابن خزيمة، وذكره ابن كثير في التفسير، وقد بينت الكلام عليه في مبحث صعود الرب وارتفاعه ونزوله، وفيه أن السماء فتقت إلى سبع، وكذلك الأرض.
الدليل الثالث والعشرون : قال الطبري في تفسير الآية:حدثنا أَبو كُرَيب ثنا أَبو بكر عن عاصم عن زِرّ عن عبد الله قال: خلق الله سبع سموات غلظ كلّ واحدة مسيرة خمس مئة عام، وبين كلّ واحدة منهنّ خمس مئة عام، وفوق السبع السموات الماء، والله جلّ ثناؤه فوق الماء، لا يخفى عليه شيئ من أعمال بني آدم. والأرض سبع، بين كلّ أرضين خمس مئة عام، وغلظ كلّ أرض خمس مئَة عام".
دليل رابع وعشرون: قال الحاكم (4/636) حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا بحر بن نصر ثنا عبد الله بن وهب أخبرني عبد الله بن عباس حدثني عبد الله بن سليمان عن دراج عن أبي الهيثم عن عيسى بن هلال الصدفي عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنها قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إن الأرضين بين كل أرض إلى التي تليها مسيرة خمسمائة سنة، فالعليا منها على ظهر حوت قد التقى طرفاهما في سماء، والحوت على ظهره على صخرة، والصخرة بيد ملك، والثانية مسخر الريح فلما أراد الله أن يهلك عادا أمر خازن الريح أن يرسل عليهم ريحا تهلك عادا قال: يا رب أرسل عليهم الريح قدر منخر الثور، فقال له الجبار تبارك و تعالى: إذا تكفي الأرض ومن عليها ولكن أرسل عليهم بقدر خاتم، وهي التي قال الله عز وجل في كتابه العزيز { ما تذر من شيء أتت عليه إلا جعلته كالرميم }، والثالثة فيها حجارة جهنم، والرابعة فيها كبريت جهنم، قالوا : يا رسول الله أللنار كبريت ؟ قال : نعم والذي نفسي بيده إن فيها لأودية من كبريت لو أرسل فيها الجبال الرواسي لماعت، والخامسة فيها حيات جهنم إن أفواهها كالأودية تلسع الكافر اللسعة فلا يبقى منه لحم على عظم، والسادسة فيها عقارب جهنم إن أدنى عقربة منها كالبغال المؤكفة تضرب الكافر ضربة تنسيه ضربتها حر جهنم، والسابعة سقر وفيها إبليس مصفد بالحديد، يد أمامه ويد خلفه فإذا أراد الله أن يطلقه لما يشاء من عباده أطلقه"، قال الحاكم: هذا حديث تفرد به أبو السمح عن عيسى بن هلال وقد ذكرت فيما تقدم عدالته بنص الإمام يحيى بن معين رضي الله عنه و الحديث صحيح و لم يخرجاه"، وتعقبه الذهبي قائلا: بل منكر"، وهو شبه الموضوع، ولا أصل له، وإنما هو مشهور من كلام حسان بن عطية ووهب الذماري وكعب الأحبار وهو عن أهل الكتاب، لأن إبليس قد تواترت النصوص بأنه طليقٌ وأن الأرض من غير عمد مرئية، وهذا الإسنادُ مظلمٌ أكثره، لأن فيه عيسى بن هلال لم يوثقه غير ابن حبان، وقال عنه الألباني في ضعيف أبي داود:" عيسى بن هلال الصدفي هذا ليس بالمشهور"، وفيه دراج مختلف فيه، وعنه أبو الهيثم، وكذلك عبد الله بن سليمان الطويل لم يوثقه غير ابن حبان ولينه البزار، وعبد الله بن عياش فيه ضعف، وقد خالفه عمرو وهو ثقة، كما في:
دليل خامس وعشرون: فقد روى الجزء الأول من هذا الحديث ابن لهيعة ورواية رشدين عمرو بن الحارث كلاهما عن دراج حدثهما عن أبي الهيثم عن أبي سعيد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: (وفرش مرفوعة)، قال: «والذي نفسي بيده إن ارتفاعها لكما بين السماء والأرض، وإن ما بين السماء والأرض لمسيرة خمسمائة عام»، وابن لهيعة ورشدين ضعيفان، وقد تابعهما حرملة وأبو عبيد الله ابن أخي ابن وهب عن ابن وهب عن عمرو بن الحارث عن دراج به، وهو الأصح، وخالفهم سليمان الشاذكوني فقال: ثنا عبد الله بن وهب ثنا عمرو بن الحارث عن الدراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد مرفوعا بلفظ:" ما بين الفرشتين كما بين السماء والأرض"، وقد صحح الحديثَ ابن حبان وابن حجر وابن منده، إلا أنه قال عن رواية دراج عن أبي الهيثم هي مناكير، واختلف الناس فيها وهي مُقاربة، ما لم تكن شاذة، وقد خولف:
فقد روى معاذ بن هشام الدستوائي: وجدت في كتاب أبي بخط يده عن القاسم عن أبي أمامة في قول الله عز وجل: {وفرش مرفوعة} قال: «لو أن أعلاها سقط ما بلغ أسفلها أربعين خريفا»، وهو صحيح إن كان هشام سمع من القاسم فإنه قد عاصره، وقد روى الأثرَ أسد وأبو بكر 13/ 140 نا وكيعٌ عن جعفر بن الزبير وهو ضعيف عن القاسم عن أبي أمامة بلفظ:" «لو خر من أعلاها فراش لهوى إلى قرارها كذا وكذا خريفا"، والله أعلم، وقد روى الخبر غيرُ صحابي فلم يذكروا فيه إلا المسافة بين السماوات والأرضين كما مر، وفي كونهنّ عامرات بالمخلوقات أدلة أخرى:
دليل سادس وعشرون:خرجه البيهقي في الصفات () عن ابن وهب ثنا عمرو بن الحارث إن دراجا أبا السمح حدثهم عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:« قال موسى عليه السلام: يا رب علمني شيئا أذكرك به وأدعوك به ، قال : يا موسى قل : لا إله إلا الله ، قال : يا رب كل عبادك يقول هذا، قال : قل : لا إله إلا الله، قال : لا إله إلا أنت يا رب، إنما أريد شيئا تخصني به، قال: يا موسى، لو أن السماوات السبع وعامرهن غيري، والأرضين السبع في كفة ولا إله إلا الله في كفة ، مالت بهم لا إله إلا الله »
دليل سابع وعشرون: قال ابن أبي شيبة في الإيمان 3حدثنا ابن فضيل عن عطاء بن السائب عن سالم بن أبي الجعد عن ابن عباس قال: جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : السلام عليك يا غلام بني عبد المطلب فقال : « وعليك » قال: إني رجل من أخوالك من بني سعد بن بكر، وأنا رسول قومي إليك ووافدهم، وأنا سائلك فمشيد مسألتي إياك ، ومناشدك فمشيد مناشدتي إياك، قال: « خذ عليك يا أخا بني سعد » قال : من خلقك ، ومن هو خالق من قبلك ، ومن هو خالق من بعدك ؟ قال : « الله » ، قال : فنشدتك بالله أهو أرسلك ؟ قال: « نعم» قال: من خلق السموات السبع والأرضين السبع وأجرى بينهما الرزق ؟ قال: «الله».
الدليل الثامن والعشرون: قال البخاري في الصحيح : بَاب مَا جَاءَ فِي سَبْعِ أَرَضِينَ وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى{ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنْ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ} ثم خرج (3195) عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَكَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أُنَاسٍ خُصُومَةٌ فِي أَرْضٍ فَدَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ فَذَكَرَ لَهَا ذَلِكَ فَقَالَتْ يَا أَبَا سَلَمَةَ اجْتَنِبْ الْأَرْضَ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ ظَلَمَ قِيدَ شِبْرٍ طُوِّقَهُ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ".
الدليل التاسع والعشرون: ثم خرج البخاري عن عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيه قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم:" مَنْ أَخَذَ شَيْئًا مِنْ الْأَرْضِ بِغَيْرِ حَقِّهِ خُسِفَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَى سَبْعِ أَرَضِينَ".
الدليل الثلاثون: ثم خرج عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ نَّهُ خَاصَمَتْهُ أَرْوَى فِي حَقٍّ زَعَمَتْ أَنَّهُ انْتَقَصَهُ لَهَا إِلَى مَرْوَانَ فَقَالَ سَعِيدٌ أَنَا أَنْتَقِصُ مِنْ حَقِّهَا شَيْئًا أَشْهَدُ لَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَنْ أَخَذَ شِبْرًا مِنْ الْأَرْضِ ظُلْمًا فَإِنَّهُ يُطَوَّقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ".
دليل حادي وثلاثون:خرجه الطبراني عن أبي سفيان عن جابر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: "من رابط يوما في سبيل الله جعل الله بينه وبين النار سبع خنادق كل خندق كسبع سماوات وسبع أرضين".
دليل ثاني وثلاثون: وله عن عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي في الموضع الذي يبول فيه الحسن والحسين وقال:" إن العبد إذا سجد لله سجدة طهر الله موضع سجوده إلى سبع أرضين".
دليل ثالث وثلاثون: عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال:" كل مال وإن كان تحت سبع أرضينيؤدى زكاته فليس بكنز".
دليل رابع وثلاثون: خرجه البيهقي في الشعب (13/222) عن أبي عبيدة عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من بنى من البنيان فوق ما يكفيه كلف أن يحمله من سبع أرضين يوم القيامة ".
دليل رابع وعشرون: ويروى أن السكان في هذه الأرضين هم الروحانيون وهو باطل: روى ذلك مسلمة بن علي وهو متهم عن عبد الرحمن الخراساني ولم أعرفه عن مقاتل بن حيان عن محمد بن كعب القرظي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:« إن لله تعالى أرضا من وراء أرضكم هذه، بيضاء نورها، وبياضها مسيرة شمسكم هذه أربعين يوما»، قالوا: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني مثل الدنيا أربعين مرة، فيها عباد لله تعالى لم يعصوه طرفة عين، قالوا: يا رسول الله أمن الملائكة هم ؟ قال: ما يعلمون أن الله خلق الملائكة، قالوا: يا رسول الله ، أفمن ولد آدم هم؟ قال: ما يعلمون أن الله عز وجل خلق آدم، قالوا: يا رسول الله، أفمن ولد إبليس هم ؟ قال : ما يعلمون أن الله عز وجل خلق إبليس، قالوا: يا رسول الله ، فمن هم ؟ قال: هم قوم يقال لهم الروحانيون، خلقهم الله عز وجل من ضوء نوره"، وهذا باطل، لأنه حديث الشعبي عن أهل أمريكا وهو مغاير لهذا اللفظ المنكر، وفي الباب أدلة أخرى والله الموفق للصواب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق